تبحث الدراسة في سياسة التمييز التي تمارسها "الهستدروت" (إتحاد نقابات العمال) ضد العرب في إسرائيل وذلك من خلال النشرات الصادرة عن الهستدروت (بالعربية والعبرية ومقارنتها)، وأيضا من خلال إجراء بحوث ميدانية في عدد من التجمعات السكنية العربية. وتهدف الدراسة إلى تحديد أنواع التمييز ضد العرب، الظاهر منها والمقنع، ومحاولة تقدير مدى التمييز اللاحق بأعضاء الهستدروت العرب، بواسطة مقارنة معاملة الهستدروت لهم بالمعاملة التي يحظى بها الأعضاء اليهود. وتخلص الدراسة إلى أن التمييز ضد العرب يمارس بشكل ظاهر أو مقنع في جميع المستويات والمجالات : سن القوانين وتطبيقها، وتمثيل العرب في مؤسسات الهستدروت، وتنظيمهم في مجالس العمال، وتوزيع موارد الهستدروت وهو أكثر أنواع التمييز بروزا. وترى الدراسة أن الهستدروت إستخدمت مواردها لتحقيق أهداف سياسية وتحديدا ضبط سلوك العرب السياسي، وتجنيد أصواتهم لمصلحة حزب العمل في إنتخابات الكنيست، وبهذا تكون قد عملت كذراع من أذرع السلطة وتعاونت معها ومع أجهزة إستخباراتها من أجل تجميد تطور القطاع العربي إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا. كما عملت على إضعاف الشعور الوطني وطمس الهوية القوم ...