تدحض هذه الدراسة المقولة الشائعة التي دأبت الأجهزة الصهيونية عن "وحدة اليهود". فثمة خلافات عميقة بين الأقليات اليهودية المختلفة على المستوى الديني والأثني والعرقي. وهي نتيجة طبيعية وحتمية لإنتشار الأقليات اليهودية في العالم. فالمعروف أن الأقليات اليهودية في العالم تختلف إختلافات دينية جذرية تبدأ بالعقائد ولا تنتهي بالطقوس والممارسات ناهيك عن ابتداع طرائق لا علاقة لها باليهودية لا من قريب ولا من بعيد. كما أن التركيبات الاثنية والعرقية لليهود حول العالم تتشعب بشكل معقّد تبعا للبقع الجغرافية التي آوت الأقليات اليهودية عبر التاريخ مما أدى إلى اختلاف موروثاتها الثقافية نتيجة لاندماجها، وإن بدرجات متفاوتة، بالمجتمعات التي تفاعلت معها. لا بل إن انتشار اليهود في العالم ساهم في زيادة تشعب انتماءاتها الدينية والعرقية نتيجة لتأثرهم ثقافيا بالدول التي ضمتهم وللتزاوج المختلط مع أبناء تلك الدول. وقد أفرز هذا البناء التاريخي الخاص بكل طائفة يهودية في مكان ما مشاكل خاصة بها تختلف عن تلك التي تواجه الطوائف الأخرى في أماكن أخرى تبعا لمستوى التقدم الحضاري والإقتصادي والإجتماعي للأماكن التي تعيش فيها. وي ...